ومن ثم كانت الصدمة التي اصابت المجتمع العربي يوم رأى ذلك الفيلم الذي يتناول حقوق المرأة، وبالتالي هل يحق للرجل الذي تخونه زوجته ويقتلها....
من هنا بدأت أفلام إيناس الدغيدي الجريئة في تناولها للعديد من القضايا كي تقوم بتثبيت أقدامها بقوة في عالم سينمائي خاص بها يميزها عن غيرها من المخرجين والمخرجات.
وقد اثبتت إيناس أنها مخرجة واعية لديها رؤيتها السينمائية ومشروعها الخاص الذي ترغب تقديمه واستمراريته.
ربيع 1988 قدمت فيلم "زمن الممنوع" و عام 1990 فيلم "إمرأة واحدة لا تكفي" و"قضية سميحة بدران".
عام 1995 قدمت "لحم رخيص"، وفي 1999 كان لها فيلم "كلام الليل" وغيرها من الافلام الجادة.
أهم ما يميز سينما إيناس الدغيدي أنها سينما ذات موقف وجدي بالتأمل.
وهي مخرجة متميزة ذات حرفية عالية، وتكاد المخرجة الوحيدة الحريصة على استمراريتها وتقديم مشروعها السينمائي الذي تؤمن به.
فيلم "كلام الليل" قصة جمال الفيطاني كان اكثر افلامها بلاغة على مستوى المضمون والمعالجة السينمائية.
ولعل فيلميها المثيرين للعديد من الانتقادات "دانتيلا" 1998 و"أستاكوزا" 1996 فكانا من قبيل المغامرة الفنية.
إيناس تندهش من الانتقادات الحادة التي تواجهها لانها تقدم سينما ذات موقف كفيلم "ما تيجي نرقص" ويعد إمتداد لمسيرتها.
وقصة الفيلم مأخوذ عن الفيلم الاميركي shall we dance واستطاعت ايناس أن تقدم القصة بوجهة نظرها واسلوبها المميز.
والفيلم من بطولة الممثلين يسرا وعزت ابو عوف.
هي من مواليد شبرا، ومن أسرة محافظة، والرجل مهم في حياتها، والحب يجعل الوجود جميلاً تقول ايناس:
أزمات إيناس لا تنتهي، فهي مليئة بالعواصف. آخرها فيلم: "مذكرات مراهقة".
فالاتهامات جاهزة لها دائماً فيما تطرحه من أفكار. ويتم تصنيفها دائماً ضمن المخرجات اللواتي يتعمدن الخروج على التقاليد وطرح قضايا جريئة، ويختلفون حول افلامها.
ربما يكون السبب هو أننا لم نتعود كجمهور ونقاد على مساحة الجرأة التي تطرحها ايناس في أفلامها.
أفلام إيناس تقترب من )المناطق الساخنة( في حياة الانسان الشرقي وهي تعتزّ بجرأتها وتمردها.
فيلم "ممنوع اللمس" فيلم كوميدي و"زنا المحارم" و"الصمت" أثارت العديد من الجدل في الاوساط الفنية.
"يا أهلاً بالمعارك" مقولة تنطبق على فيلم المخرجة إيناس الدغيدي بعنوان "الباحثات عن الحرية".
وايناس، ترى أن المعالجة الجنسية بالفيلم جزءاً رئيساً في البناء الدرامي للفيلم.
ولأنها تتميز بالجرأة في تناول الموضوعات التي تطرحها بأفلامها، وضع اسمها على قائمة الاغتيالات تقول ايناس: "النساء يخفن من الحرية لعدم التعوّد على مواجهة الحرية".
تضيف: "ليس هناك عربي واحد ليست لديه مشاكل جنسية والحرية تقول: "هي ان تفعل كل شيء في الحياة دون الاضرار بالآخرين".
وتعتبر ايناس ان السينما أصبحت مهنة بلا طموح.
وهي لم تعد من الباحثات عن الحرية، وتفكر بالاعتزال وهذا المفهوم طرحته ايناس بفيلم "دانتيلا".
ايناس متزوجة من المنتج عمرو حجازي ولها منه بنتاً تدعى "حبيبة" وتشاهد معظم افلامها وهي تشبه أمها في مسيرتها الاجتماعية والفنية، وعندما سمعت بفيلمها "شلالات الفياغرا" تمنت حضوره.
على مدار سنوات طويلة من عمرها كمخرجة تصاعدت حدّة إيناس في التناقض مع ما رسّخ في ذهن المجتمع الشرقي من أفكار وتقاليد.
نشأت إيناس في أسرة ريفية تقليدية، وانتماؤها لمدرسة "حسن الامام" الذي عملت معه مخرجة مساعدة له نحو 14 عاماً. وقد اشتهر بأفلام الفواجع، الومانسية والمساكين.
باختصار: ايناس الدغيدي بدأت تفكر جدياً بالاعتزال هرباً من الثرثرة وقصور العدل.
No comments:
Post a Comment