باسم يوسف على قناة الحافظ.. المناقشة بين الليبرالي والاسلامي
:
لقاء
استمر لما يزيد عن ساعة ..وصفه البعض بأنه لقاء تاريخي ..خصوصا وانه يجمع
بين النقيضين، التيار الذي يطلق عليه
إسلامي، والتيار الذي تم تصنيفه
بالليبرالي، وهي كلها مسميات مستجدة كغيرها من الأوضاع التي استجدت علي
الساحة المصرية والمجتمع المصري.
في البداية يجب القول ان شخصية دكتور باسم
تعتبر ظاهرة إعلامية جديدة علي ما كان حاضرا في أعلامنا المصري. فقد شدت
انتباه جميع فئات المجتمع واعماره بدءا بالبث علي اليوتيوب، وصولا إلى نسبة
المشاهدة لبرنامجه البرنامج علي قناة ontv .
ومن الملفت للنظر كيف
يستقبل الناس البرنامج وكيف يقييم من فئات المجتمع المختلفة، فهناك من
يتصور انه مجرد برنامج كوميدي للتسلية والإضحاك، وآخرين يقيمونه كبرنامج
ساخر، والبعض يعلم او يستشعر بالبعد السياسي للبرنامج وان مافيه من مواقف
مضحكة ومبكية في نفس الوقت ماهي الإ عين ثاقبة ترصد ما يحدث علي الساحة
بذكاء وتعرضه ببساطه في وقت لا يتعدي النصف ساعة ولكنه ابلغ من ساعات بين
حوارات سياسية و صفحات من التحليلات في الصحف اوفي البرامج المختلفة .
وأثارت
شخصية دكتور باسم وبرنامجه البرنامج كثير من ردود الفعل وخصوصا من ناحية
التيار الاسلامي المتشدد وتم الاعلان اكثر من مره عن حوارات بينه وبين رموز
هذه القنوات التي انتشرت بشكل ملحوظ علي الخريطة الإعلامية وتم الإلغاء
اكثر من مره حتي كان اللقاء يوم 6/4/2012 علي قناة الحافظ.
بدأ
اللقاء بأبتسامة وقد علق عليها د عبد الرشيد وكأنها شيء غير مألوف لجدية
المحتوي للقناة وبرنامجه في الميزان، وهنا نركز علي مفهوم التدين المقترن
بالعبوث، هل الابتسام عند الحديث يعطي إشارة بقلة التدين وعدم جدية
المحتوي؟
وبعد
التعريف للدكتور باسم بابتسامة، بدأ اللقاء وعلامات الوجه كافية لإبراز
مشاعر كل منهما نلاحظ وضعية الرأس ونظرة العين وحركة اليد - تحدي شديد
اللهجة ومختلف عن الكلام المنطوق من د الرشيدي، ليبرز الفرق بين الاعلام
الاسلامي والإعلام التاني (هذا ما قاله بالحرف).
وهنا
استوقفه دكتور باسم للاستفسار عن التاني؟ لانه في البرومو قال انه الاعلام
الليبرالي وهنا أشار باسم الي التفرقة بين النقد والتجريح ..
ونلاحظ
الجدية والتحدي في نظرة باسم يوسف واعلن بصراحة رفضه للتسميات والقوالب
التي يحددها الإسلاميين لغيرهم . وحاول د عبد الرشيد تصحيح الموقف بخطأ
أيضاً حين قال طب بماذا نسميكم ؟ وهنا كان رد فعل دكتور باسم اصبحنا إحنا
وانتم، ونلاحظ حركة اليد والجسم وكأنه ويُشّهد المشاهدين وكذلك الموجودين
خلف الكاميرا بما يقول –( حركة زكاء
وسرعة البديهة ).
وأجاب
علي الفور أنا مسلم وحضرتك مسلم ولكن لكل منا توجه سياسي، وسأل د الرشيد
مرة اخري هل انت اسلامي؟، اجاب د باسم ما معني اسلامي هذا دين مختلف أنا
مسلم برضه !!ويصر د الرشيد اذا انت إسلامي هل انت إسلامي، التكرار هنا
وكأنه لا يسمع ولا يستمع بل يركز علي ما يريد إثباته ويعيد د باسم أنا مسلم
وانت مسلم.
وهنا كما نري من الملامح فهو وكأنه في مأزق أو ضيق لانه لم يعتاد الجدل اوالنقاش فهو يخطب وعلي الحضور الاستماع.
وعند
إثارة موضوع تطبيق الشريعة كان د باسم حاضر بمثال عن ما آثاره الشيخ حازم
شومان في حق د.البرادعي يجب ان يقام عليه الحد، وهنا قال لقد اعتذر، وعلق د
باسم وهل في تطبيق الشريعة اعتذار؟ وقد تحدث معه بنفس اللغة التي يتقنها
بمثل سيدنا عمر بن عبد العزيز واجابته عندما أشاروا اليه بتطبيق الشريعة
ومثال تونس بأنها دول عربية مسلمة ولكنها تفعل القانون أيضاً مع فوز حزب
النهضة الاسلامي وايضا اغلبية السكان مسلمة بنسبة اكثر 99? لكي لا يشق الصف
لغة الجسد حازمة وقاطعه واختصارها في جملة د باسم '' أينما أقمت العدل فثم
شرع الله ''.
وكأنه وجد مأزقا للدكتور باسم وانظر لغة الجسد ونظرات
العين وهو يقول، (هذا كلام جميل ولكن شرع الله في القرآن والسنة ... وهل
القرآن والسنة لا ينادي بالعدل؟).
أخذ الامور كما هي دون التفكير
والتعمق هي سمة هذه النوعية من الاشخاص ، ثم دون ان يجيب قطع المناقشة وبدأ
في تقديم د باسم وقال الان نبدأ البرنامج.
جلوس براحته و ضحكة من القلب عند سماع سوف نبدأ البرنامج
نتأمل لغة الجسد ونفهم ماذا تعني بعد سماع ما تلاه
عرفه
كأنه طبيب قلب وليس مقدم برنامج ساخر !! وكان هذا العمل يقل من قدره ..
الجدية عند الاستماع من د باسم فلابتسام لا يمنع ان تكون جاد . تمني د
الرشيد ان تكون وليدته صالحه عندما تكبر تتحجب وتتنقب - رد باسم كان حازم
انه يتمني ان تكون إنسانة ناجحة.صالحة تنفع المجتمع اهم من الحجاب او
النقاب .
التطرق
الي السخرية في برنامجه وهي ضد الدين - وكان الرد انه لا يسخر من الاشخاص
بل من تصريحاتهم التي تضلل الناس . وهنا ارجع لما أثرته ان البرنامج سياسي
وهناك قصر النظر الذي يتصوروا انه برنامج فقط للسخرية تطرق الي علاقته بربه
قبل دخول غرفة العمليات وكان رده ببساطة وبصدق، (اننا قريبين من الله اي
ان كانت هيئة كل منا بشكل او
بآخر ربنا في كل لحظة من حياتنا وان البني آدم في رحلة شكر مستمر سواء بالعبادات او المعاملة او السلوك).
كذلك
الاعلام وتضليله، وانه بقوله يخون د باسم وهذا ليس من الدين الا بعد
التحقيق وانه دكتور باسم يتحقق قبل ان يروج الاخبار ويدرس كل خبرقبل نشره
وكان هذا ردا علي قول د الرشيد نحن ننشر نستعرض ما قال ونستشف الحقيقة (
كان هذا علي ما نشر من قضية التمويل وتقسيم مصر )، !! وكان المثل من د باسم
'' كفي بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما
سمعه حديث''.
يداعبه عند الاتهام بالعماله
عند
تكرار نفس الكلام د الرشيد يجسد تماماً الشخصيات ذات التوجه الديني الحديث
لا يطيق الجدل او المناقشة يربط التدين والجدية بالعبوث مع ان الدين
الاسلامي دين السماحة. يأخذ الامور من السطح والاهتمام بالشكليات لا تفكير
ولا جدال نظرته عدائية لكل ماهو مختلف مع توجهاته التواصل البصري اميل
للتحدي او الغضب كما هو مبين مما سبق الردود لا
تخرج عن اطار معين لغة الجسد متحفظة استعمال الأيدي او الكفين في حدود ضيقة تنم عن شخصية ليست اجتماعية او منفتحة عكس الدكتور باسم.
كانت
المقابلة ناجحة لان كل منهم يمثل بكل صدق الفصيل الذي ينتمي اليه والحوار
يثري كلا الطرفين ويمهد لسعة الافق والثقافة والسلوك القيم في نفس الوقت.
No comments:
Post a Comment