لم تكد تمر بضع ساعات على عودة "سهير" لمنزل زوجها بعد غياب استمر 4 أشهر بسبب خلافات زوجية، حتى انقض عليها الزوج بـ3 طعنات وهي نائمة أنهت حياتها في الحال، ثم تركها وذهب لشقيقه ليخبرهما بما حدث "دبحت مراتي.. هات لي أفطر".
قبل 27 سنة، تزوج المتهم "عماد. س" 50 سنة، موظف بالمعاش، من "سهير م." تصغره بعام واحد، رُزقا بأربع أبناء هم (رامي، و3 بنات تتراوح أعمارهن بين 26، 15 سنة)، بالرغم من تعثُر حالتهم المادية، وبُخل الزوج، إلا أن حياتهم كانت مستقرة، حتى أحيل للمعاش بسبب إصابته بضعف البصر.
أصبح الرجل الخمسيني يقضي معظم وقته في المنزل بقرية أسنيت مركز كفر شكر بالقليوبية. يقول أحد المقربين من الزوج: "تزوجت ابنتهما الكبرى، وسافر الابن إلى السعودية للعمل وتوفير احتياجات الأسرة، بينما اشترى والده توكتوك للعمل عليه".
في يوم ما، طلب الأب من ابنته إحضار كوب ماء، إلا أنها تكاسلت في تنفيذ طلبه، وانشغلت باللعب في هاتفها المحمول، ما أثار غضبه فأمسك يدها وعنفها وألقى هاتفها بكل قوة فاصطدم بالحائط. ثارت الزوجة ونشبت مشادة كلامية بينها وزوجها، اعتدى عليها بالضرب، فتركت المسكن وانتقلت وابنتاهما للإقامة في منزل والدها.
أبدى الزوج ندمه وحاول مرارا إعادتهم إلى منزله طيلة 4 أشهر قضتها الأم وابنتيها في منزل والدها، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وأخبر أحد أصدقائه أن زوجته أقامت دعوى قضائية (مسكن للزوجية والأبناء) تطالب بتوفير مسكن، فباع الشقة لابنة شقيقته حتى لا تتمكن الزوجة من الحصول على حكم بالمسكن. يوضح صديق الزوج " قالي إنها رفعت دعوى.. هبيع الشقة عشان معنديش مكان تسكن فيه".
لم يتوقف "أهل الخير" عن التدخل للصلح بين الزوجين، تم عقد جلسة عرفية، قضت بإعادة الشقة السكنية بعدما باعها الزوج.
منتصف ليل الأربعاء 20 فبراير، وبعد انتهاء جلسة الصلح، عاد الزوجان وإحدى بناتهم إلى مسكن الزوجية، بينما بقت الابنة الأخرى في مسكن جدها بسبب نومها وتأخر الوقت؛ وما إن خلدت الزوجة للنوم انقض عليها الزوج بسكين طعنها 3 طعنات في الرقبة وأرداها قتيلة في الحال.
بعدها جلس الزوج في صالة الشقة يفكر أين يذهب وماذا يصنع، فهداه تفكيره إلى الذهاب لشقيقه وإخباره بما حدث. استبدل ملابسه وأزال آثار الدماء المتناثرة على جسده، وأغلق باب مسكنه متوجهًا لشقيقه تاركا ابنته نائمة.
عقارب الساعة تشير إلى الرابعة فجرا، نزل الزوج إلى الشارع يتحسس الخطى في طريقة إلى منزل شقيقه، فشاهد والد زوجته الذي باغته بسؤال: رايح فين يا عماد؟ فرد الأخير: هصلي الفجر في الجامع التاني، مبحبش أصلي في الجامع دا، ثم تركه وغير مساره متوجها لمنزل صديقه المجاور للمسجد.
طرق عماد باب مسكن صديقه: "الحقني يا أحمد أنا دبحت مراتي وهدفنها.. خليتها راحت في النوم واديتها واحده بالسكينة في رقبتها، ولما قاومت اديتها التانية والتالتة". سارع الصديق باصطحاب المتهم الى منزل شقيقه، وأخبراه بما فعل وطالبه القاتل بإحضار طعام "دبحت مراتي.. هاتلي أفطر"، بحسب صديق المتهم الذي طلب عدم ذكر اسمه.
وتابع الصديق: تناول المتهم الإفطار وتوجه بصحبة شقيقة إلى محامي بالقرية لاستشارته، ثم قام بتسليم نفسه لمركز شرطة كفر شكر "أنا قتلت مراتي وسايبها في البيت".
انتقل ضباط مباحث مركز شرطة كفر شكر بالقليوبية إلى منزل المتهم بصحبة شقيقة، وعُثر على جثة الزوجة مسجاه على ظهرها بأرضية الحجرة. أيقظ شقيق المتهم ابنته وطالبها بالذهاب الى منزل جدها دون أن يخبرها بما حدث.
"مبتسمعش الكلام وهتفضحني" كلمات برر بها المتهم ارتكابه جريمة قتل زوجته في اعترافاته أمام النيابة، وأضاف المتهم: "كانت دائمة الشجار معي، وأضعفت شخصيتي أمام أبنائي".
وقال المتهم في اعترافاته إن شابًا تقدم لخطبة ابنته، ووافقت زوجته رغم تحفظه عليه ورفضي مسبقًا لذلك، فنشبت بيننا مشاجرة، ويوم الحادث عاودت الزوجة التحدث في نفس الموضوع ومع إصراري على رفض العريس وتمسكها به، نشبت مشادات كلامية بيننا، فانتظرتها حتى خلدت للنوم وقتلتها.
وقرر قاضي المعارضات بمحكمة كفر شكر الجزئية، تجديد حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

No comments:
Post a Comment