اكذوبة ملك مصر و السودان بالوثائق و الادلة

 عـبد النـاصر وأكذوبة ملك مصر والسـودان.

بقلم : عمرو صابح

- فى يناير سنة 1923 أثناء حكم الملك فؤاد، قبلت الحكومة المصرية برئاسة محمد توفيق نسيم باشا بالمطالب البريطانية الخاصة بدستور مصر ومنها تعديل المادة 29 من مشروع الدستور والتى نصت على أن الملك يلقب بملك مصر والسودان وأن يصبح اسمه ملك مصر ، كما أن أحكام الدستور لم تكن تسري  على السودان بل على مصر فقط..

بقبول حكومة نسيم باشا لشروط الإنجليز ، أصبح السودان منفصلا دستورياً عن مصر ، وكان قد انفصل سياسياً عنها بتوقيع اتفاقية السودان فى 19 يناير 1899 خلال حكم الخديوي عباس حلمي الثاني ، والتى جعلت حاكم السودان بريطاني واستمر هذا حتى اعلان استقلال السودان فى 1 يناير 1956، وانفصل السودان حدودياً عن مصر خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين خط الحدود بين مصر والسودان فى 26 مارس 1906 ، وانفصل عسكرياً عن مصر بطرد وحدات الجيش المصري من السودان عقب اغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان فى 20 نوفمبر 1924 خلال عهد الملك فؤاد ، وانفصل مائياً وأصبحت له وزارة أشغال ونظام ري مختلف عن مصر خلال حكم الملك فؤاد بعد توقيع الحكومة المصرية برئاسة محمد محمود باشا لإتفاقية 1929 مع الحكومة البريطانية لتقاسم مياه نهر النيل.

- اتفاقية 1936 التى وقعها الزعيم الوفدي مصطفى النحاس لم تغير شيء فى قضية السودان سوى إرجاع بعض وحدات الجيش المصري للخدمة فى السودان وظلت السلطة الفعلية فى السودان للبريطانيين.

- ظل لقب ملك مصر مستمراً منذ يناير 1923 حتى 8 أكتوبر 1951 عندما ألغى الزعيم الوفدي مصطفى النحاس اتفاقية 1936 التى كان قد وقعها قبل هذا التاريخ بخمسة عشر عاماً ، لم تعترف بريطانيا بإلغاء الاتفاقية ، ولكن تم العودة للقب ملك مصر والسودان داخل مصر فقط فلم تعترف أى دولة أخرى بهذا المسمى لحاكم مصر وظل لقبه الرسمي هو ملك مصر.

- انفصال السودان عن مصر سياسياً تم قبل ميلاد جمال عبد الناصر بـ 19 سنة ، وتحديد خط الحدود بين مصر والسودان تم قبل ميلاد جمال عبد الناصر بـ 12 سنة ، ودستور 1923 الذى حدد مسمى حاكم مصر بلقب ملك مصر وحذف السودان تم بينما جمال عبد الناصر طفلاً فى الخامسة من عمره ، وانفصال مصر عسكرياً عن السودان تم بينما جمال عبد الناصر طفلاً فى السادسة من عمره ، وانفصال مصر مائياً عن السودان تم بينما جمال عبد الناصر طفلاً فى الحادية عشر من عمره ، رئيس وزراء مصر مصطفى النحاس باشا وافق على منح السودان حق تقرير المصير عام 1937 ، وجمال عبد الناصر عمره 19 سنة وقد التحق بالكلية الحربية فى نفس العام.

- أخر حاكم من أسرة محمد على سمح له الإنجليز بزيارة السودان ، كان الخديوي عباس حلمي الثاني الذى زار السودان فى عام 1902 ، وبعدها لم تطأ أقدام خلفاءه من حكام أسرة محمد على باشا أراضي السودان مرة أخرى حتى الاطاحة بعرش الملك فاروق وطرده من مصر فى 26 يوليو 1952.

- لم تضم أى حكومة مصرية طيلة عهد أسرة محمد على باشا وزيراً من السودان ، كما لم يحدث أن تم انتخاب أى سوداني فى المجالس النيابية المصرية منذ إنشاء مجلس شورى النواب عام 1866 فى عهد الخديوي إسماعيل حتى أخر مجلس نواب ومجلس شيوخ فى عهد الملك فاروق الأول.

- لا توجد أى عملة نقدية مصرية طيلة حكم الحقبة الملكية منقوش أو مكتوب عليها لقب ملك مصر والسودان ، كل العملات تحمل لقب ملك مصر.

مجلس النواب السوداني صوت بالإجماع علي الانفصال عن مصر سنة 1951 قبل ثورة جمال عبد الناصر بسنة.

- مصطفي النحاس عندما ألغي معاهدة 1936 في 8 أكتوبر 1951 ومعها اتفاقية الحكم الثنائي للسودان ،أعدت حكومته مرسوما بمشروع قانون بأن يكون للسودان دستور خاص تضعه جمعية تأسيسية تمثل أهالي السودان ، وهو ما يعني الاعتراف باستقلال السودان عن مصر.

فما معني أن يكون للسودان دستور بأيدي أبنائه مختلف عن دستور مصر؟!

حاول جمال عبد الناصر بكل السبل توحيد مصر والسودان لصالح شعب وادى النيل منذ اليوم الأول للثورة، ولكن الإنجليز خططوا للانفصال بين مصر والسودان منذ اللحظة الأولى لاحتلالهم لمصر عام 1882 ، قبل أن يولد "جمال عبد الناصر" بـ 36 سنة ، وقد نجحوا فى ذلك فعلا عبر الزعماء السياسيين السودانيين وعلى رأسهم الراحل إسماعيل الأزهري الذى تغير موقفه من داعية للوحدة بين مصر والسودان إلى زعيم لانفصال السودان عن مصر ، عندما وجد عبد الناصر أن زعماء السودان يريدون حكم السودان بأنفسهم بعيداً عن الارتباط بوحدة مع مصر ، وافق على منحهم حق تقرير المصير واستطاع أن يحقق استقلال السودان ومصر.

- الصورة من صفحة 91 من كتاب " فى أعقاب الثورة المصرية " الجزء الأول - طبعة 1947 للمؤرخ والمناضل الوطني عبد الرحمن الرافعي.

___________________

المراجع :

- فى أعقاب الثورة المصرية .. الجزء الأول والجزء الثاني : عبد الرحمن الرافعي

- مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية : عبد الرحمن الرافعي

- مصر والسودان : الانفصال بالوثائق السرية : محسن محمد.

- عبد الناصر والثورة الأفريقية : محمد فائق.